* تعريف الآلام والأسقام : ويسمى ( سحر المرض ) وهو عمل وتأثير لإصابة الشخص بالآلام والأسقام ، فتراه طريح الفراش عليل البدن ، وقد تكون العلة في موضع واحد ، وقد تنتقل من موضع إلى موضع ، وكل ذلك بناء على ما يمليه ويفعله الساحر 0
يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( وأما سحر المرض فقد قيل إن أغلب الأمراض المستعصية هي بسبب الجن الذين يسخرهم الساحر فيلابسون الإنسان ، ويحدث ذلك تعطيل بعض الأعضاء عن منافعها فينهك البدن ، ويعظم الضرر ، ولا يوجد في الطب له علاج سوى الأدوية المهدية ، والأولى استعمال الرقى النافعة المؤثرة ، فلها تأثير كبير في تخفيف ذلك المرض كالسرطان والجلطة والشلل ونحوها ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – 158 ، 159 ) 0
* أنواع سحر المرض : قد يأخذ " سحر الآلام والأسقام " شكلا من الأشكال التالية :
أ)- سحر التشنجات العصبية : وتنقسم إلى قسمين :-
1)- التشنجات العصبية قصيرة الأمد : وفيه يتعرض المسحور لتشنجات عصبية من فترة لأخرى دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات قصيرة الأمد نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الاجتماعية للمريض ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة السحر والساحر 0
2)- التشنجات العصبية طويلة الأمد : وفيه يتعرض المسحور لتشنجات عصبية من فترة لأخرى دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات طويلة نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الخارجية للمريض ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة السحر والساحر 0
ب)- سحر الأمراض العضوية : وتنقسم إلى :-
1)- سحر الأمراض العضوية بتأثير كلي : وفيه يتعرض المسحور لأمراض وآلام تصيب جميع أنحاء الجسد ، ويشعر المسحور من خلال هذا النوع بالتعب والإرهاق والخمول وعدم القدرة على القيام بأية أعمال 0
2)- سحر الأمراض العضوية بتأثير جزئي : وفيه يتعرض المسحور لمرض يتركز في جهة محددة من الجسم ، وله أعراض معينة ، وعند قيام المريض بالفحص الطبي يتبين سلامة كافة الفحوصات الطبية ، وسلامة الجسم من أية أمراض عضوية 0
3)- سحر الأمراض العضوية المتنقلة : وفيه يتعرض المسحور لأمراض وآلام متنقلة في جميع أنحاء الجسم ، فتارة يشعر بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المفاصل وهكذا ، وكل ذلك يحصل دون تحديد أية أمراض عضوية محددة 0
ج)- سحر تعطل الحواس : وينقسم إلى قسمين :-
1)- سحر تعطل حواس دائم : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لتعطل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطلا دائما ، فلا تعود تلك الحواس للمسحور إلا بعد إبطال السحر وشفاء المريض بإذن الله تعالى 0
2)- سحر تعطل حواس مؤقت : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لتعطل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطلا مؤقتا ، ويتقلب الحال من وقت إلى وقت ومن زمن إلى زمن 0
د)- سحر الشلل : وينقسم إلى :-
1)- سحر شلل كلي : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لشلل كلي في جميع أنحاء الجسم ، فلا يستطيع الحراك مطلقا ، ولا تعود له عافيته إلا بعد إبطال السحر بإذن الله تعالى 0
2)- سحر شلل جزئي : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لشلل جزئي يختص بمنطقة معينة كاليد أو القدم أو الرأس ونحوه ، ويبقى العضو معطلا فترة من الزمن ثم يعود إلى سابق عهده ، وتنتهي المعاناة بإذن الله تعالى عند انتهاء وإبطال السحر 0
3)- سحر شلل متنقل : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لشلل جزئي متنقل ، فتارة يصيب الشلل منطقة اليد ، وتارة أخرى منطقة القدم وهكذا ، وكل ذلك دون تحديد أسباب طبية معينة ، ولا ينقطع هذا الأمر إلا بعد إبطال السحر بإذن الله تعالى 0
هـ)- سحر الخمول : وينقسم إلى قسمين :-
1)- سحر خمول دائم : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لخمول دائم ينتاب جميع أنحاء الجسم ، فيشعر المريض دائما بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر 0
2)- سحر خمول مؤقت : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لخمول مؤقت ينتابه بعض الفترات ويتراوح ذلك بحسب قوة السحر وتأثيره ، فيشعر المريض أحيانا بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر ، وتارة أخرى يكون نشيطا قويا يعيش كأي إنسان طبيعي آخر 0
و)- سحر الاستحاضة ( سحر النزيف ) : وعادة ما يصيب هذا النوع النساء 0
قال ابن الأثير : ( الاستحاضة : أن يستمر بالمرأة خروج الدم بعد أيام حيضتها المعتادة ) ( النهاية في غريب الحديث - 1 / 469 ) 0
- قد يستأنس من السنة المطهرة فيما يتعلق بهذا النوع من أنواع السحر على النحو التالي : عن حمنة بنت جحش - رضي الله عنها - : قالت : ( كنت أستحاض حيضة شديدة كثيرة فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم استفتيته فقلت : يا رسول الله إني أستحيض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها قد منعتني الصلاة والصيام ؟ فقال : أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم 0 قالت : هو أكثر من ذلك 0 قال : فاتخذي ثوبا 0 قالت : هو أكثر من ذلك 0 قال : فتلجمي 0 قالت : إنما أثج ثجا 0 فقال لها : سآمرك بأمرين أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم 0 فقال لها : إنما هذه ركضة من ركضات الشياطين فتحيضين ستة أيام أو سبعة في علم الله الحديث بطوله ) ( صحيح أبي داوود 267 ) 0
قال ابن القيم
والسحر الذي يؤثر مرضا وثقلا وعقدا وحبا وبغضا ونزيفا وغير ذلك من الآثار - موجود ، تعرفه عامة الناس 0 وكثير منهم قد علمه ذوقا بما أصيب به منه ) ( بدائع التفسير - 5 / 411 - 412 ) 0
قال الشبلي
وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، كما أخبر صلى الله عليه وسلم فإذا ركض ذلك العرق وهو جار سال منه الدم وللشيطان في هذا العرق الخاص تصرف وله به اختصاص زائد على عروق البدن جميعها ولهذا تتصرف السحرة فيه باستنجاد الشيطان في نزيف المرأة وسيلان الدم من فرجها حتى يكاد يهلكها ويسمون ذلك بالنزيف وإنما يستعينون فيه بركض الشيطان هنالك وإسالة الدم ) ( آكام المرجان في أحكام الجان - ص 45 ، 46 ) 0
وينقسم هذا النوع إلى قسمين :-
1)- سحر استحاضة دائم : تتعرض المرأة من خلال هذا النوع لنزيف دائم لا يكاد ينقطع إلا نادرا ، وتشعر المرأة عادة بالضعف وعدم القدرة على ممارسة أعمال المنزل والأعمال الأخرى 0
2)- سحر استحاضة مؤقت : تتعرض المرأة من خلال هذا النوع لنزيف متقطع يعاودها من فترة لأخرى ، وتشعر أثناء فترة النزيف بنفس الأعراض الخاصة بالاستحاضة الدائمة كالضعف وعدم القدرة على ممارسة أعمال المنزل والأعمال الأخرى 0
قال الدكتور عمر الأشقر
فإذا عرفت ما يستطيعه الشيطان وما لا يستطيعه تبين لك الحق في هذه المسألة ، فالشيطان إما بنفسه أو بما لديه من علوم قد يسلط على بعض الناس بالأمراض والأسقام وإزالة العقل وتعويج العضو ) ( عالم السحر والشعوذة - ص 158 ) 0
* أعراض سحر المرض بشكل عام :
1)- المعاناة من التعب والمرض 0
2)- الشرود الذهني ، واعتزال الآخرين ، والانطواء الكامل والكراهية لكل من حوله 0
3)- الصداع بشقية الدائم أو المؤقت ، فتارة يستمر الصداع مع المريض لأيام بل قد يتعدى ذلك لأسابيع ، وتارة أخرى يستمر لساعات فقط 0
4)- الهدوء والسكون والخمول 0
5)- تعطل بعض أعضاء الجسم عن العمل ، أو الشلل أو فقدان بعض الحواس لوظائفها الطبيعية 0
6)- الضعف العام وعدم القدرة على القيام بالأعمال الدورية 0
5)- سحر الجنون :-
* تعريف سحر الجنون : هو عمل وتأثير لإحداث اضطرابات نفسية وعصبية تؤثر تأثيرا مباشرا على المسحور فيظهر وكأنه قد أصيب بالجنون ، حيث لا يستطيع التركيز أو التفكير أو التمييز ويتصرف دون وعي أو إدراك ، وذلك لأسباب معينة بناء على توصية من قام بعمل السحر 0
قال الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر : ( سحر الجنون : ينشأ بسبب الحقد ، فيقوم الساحر بتكليف خادم من الجن بتغييب عقل المسحور – بما يشبه الزوال – ممثلاً في ضعف التركيز ، التردد ، تغيير الاتجاه ، عدم القدرة على اتخاذ القرار وحسم الأمور ، الشك في كل الأشياء ، الخوف ممن حوله : يتصور الأحباب أعداء 0 وقد يكون بصور غير هذه : كالجري وتمزيق الملابس والتردي ، وغيره من الأمور المنافية للعقل ) ( إعجاز القرآن في علاج السحر والحسد ومسّ الشيطان – ص 87 ) 0
* أنواع سحر الجنون : قد يأخذ" سحر الجنون " شكلا من الأشكال التالية :-
أ)- سحر الجنون الدائم : ويؤدي هذا النوع إلى إحداث اضطرابات نفسية وعصبية دائمة ، بحيث تعاني الحالة المرضية من تلك الاضطرابات المستمرة والتي تسير على وتيرة واحدة دون أي تحسن يذكر ، ودائما يتصرف المريض دون وعي أو إدراك ، ولا ينفك عنه ذلك إلا إذا تم إبطال السحر وإخراجه 0
ب)- سحر الجنون المؤقت : ويؤدي هذا النوع إلى إحداث اضطرابات نفسية وعصبية مؤقتة تنتاب المريض من فترة لأخرى وبشكل متقطع ، ويتصرف خلالها دون وعي أو إدراك ، ولا ينفك عنه ذلك إلا إذا تم إبطال السحر وإخراجه 0
* أعراض سحر الجنون :
1)- الشرود والذهول ، والنظرات غير الطبيعية 0
2)- الدهشة والاستغراب مع شخوص البصر وزوغانه 0
3)- محاولة الصدود عن الآخرين والعزلة عن الناس 0
4)- النسيان الشديد 0
5)- عدم الاستقرار في مكان أو عمل معين 0
6)- قذارة المظهر وعدم الاهتمام بالشكل العام 0
7)- التخبط في الأقوال والأفعال 0
- بعض الأحيان قد ينطلق المسحور هائما على وجهه لا يدري أين يذهب
06)- سحر تقويض العلاقات الزوجية :-
* تعريف سحر تقويض العلاقات الزوجية : هو عمل وتأثير لتقويض العلاقات الزوجية بطرق شيطانية خبيثة ، وغالبا ما تؤدي لتعطيل الزواج أصلا ، أو خلق أسباب ومشكلات جنسية لكلا الطرفين تؤدي بالتالي إلى الانفصال والطلاق 0
* أنواع سحر تقويض العلاقات الزوجية : قد يأخذ " سحر تقويض العلاقات الزوجية " شكلا من الأشكال التالية :-
أ)- سحر تعطيل الزواج : ويؤدي هذا النوع إلى عدم إتمام الزواج بين الرجل والمرأة ، وذلك باتباع وسائل وطرق شيطانية خبيثة ، أذكر منها :
1)- عدم رغبة المرأة أو الرجل في الزواج مطلقا ، والشعور بضيق شديد عند طرح هذا الموضوع على مائدة البحث والمداولة 0
2)- حصول أمور اجتماعية ومشاكل غير طبيعية تؤدي إلى عدم حصول هذا الأمر 0
3)- قد تسير كافة الأمور المتعلقة بالزواج بشكل طبيعي ، وفجأة ودون سابق إنذار أو حصول أية موانع أو عوائق لإتمام عملية الزواج ينتهي كل شيء 0
4)- كراهية الرجل أو المرأة عند مقابلة كل منهما الآخر ، ومعلوم أن السنة النبوية المطهرة تبيح للرجل والمرأة نظرة الزواج في حدود ونطاق معين بينها الشرع الإسلامي الحنيف ، ومن الحكم العظيمة لهذا الأمر استمرار الود والوئام بينهما بعد الزواج 0
يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( وأما سحر تعطيل الزواج فكثيراً ما يشتكي النساء التعطل بحيث لا يتم الزواج مع توفر الشروط وعدم الموانع ، وقد يتقدم الخطباء ويتم القبول ثم ينصرفون دون إتمامه ، ولا شك أنه بسبب عمل بعض الحسدة ما يصد عن إتمامه وما يحصل به التغيير ، حتى أن بعض العوائل يبقون دون أن يتم تزويج نسائهم ، وإن تم الزواج لبعضهم حدث ما يسيء الصحبة ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 175 ) 0
ب)- عقد الزوج عن زوجه ( سحر ربط الزوج ) : ويؤدي هذا النوع إلى سلب الرجل القدرة الجنسية على إتيان أهله ، وذلك باتباع طرق شيطانية خبيثة أذكر منها :
1)- ربط الكراهية : ويشعر المسحور بعدم القدرة على الاجتماع مع الزوجة في مكان واحد ، وكذلك يشعر بضيق شديد في الصدر ، مما يمنعه من القدرة على إتيانها ووطئها 0
2)- ربط الاشمئزاز والتقزز : ويشعر المسحور بعدم القدرة على النظر في وجه الزوجة والشعور بالاشمئزاز والتقزز منها ومن جلستها والحديث معها ، مع الشعور بالغثيان عند مجالستها أو الحديث معها ، وهذا يمنعه من إتيان زوجته ووطئها 0
3)- ربط التغوير : ويؤدي هذا النوع لإيهام الزوج ليلة دخوله على زوجته بأنها ثيب وليست بكرا ، مما يوقع الشك في نفسه ، فينفر منها ويكرهها ، وقد يؤدي هذا الأمر إلى الانفصال والطلاق 0
4)- الربط الجنسي : وينقسم إلى قسمين :
أ)- ربط جنسي دائم : ويؤدي هذا النوع لسلب الرجل القدرة الجنسية الكاملة ، بحيث يتم تركيز السحر في منطقة الدماغ التي تتحكم في مركز الإثارة الجنسية والتي تؤثر بدورها على الأعضاء التناسلية فتمنع عملية الانتصاب لدى الرجل منعا مطلقا ، مع وجود الأمور الداعية لذلك كالشهوة واللذة ، ومع توفر المقدمات لذلك الأمر إلا أن الرجل لا يستطيع أن يأتي أهله 0
ب)- ربط جنسي مؤقت : ويؤدي هذا النوع لسلب الرجل القدرة الجنسية المؤقتة عن طريق تركيز السحر في منطقة الدماغ التي تتحكم في مركز الإثارة الجنسية والتي تؤثر بدورها على الأعضاء التناسلية فتمنع عملية الانتصاب المؤقتة للرجل في حالة إتيان أهله ، وأما إن كان بعيدا عنهم فيشعر بودهم وحبهم ويشتاق لهم جنسيا ، ولكن عند الرغبة في الجماع يتعطل كل ذلك بسبب السحر 0
قال ابن قدامة
وقد اشتهر بين الناس وجود عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها وإذا حل عقده يقدر عليها بعد عجزه عنها حتى صار متواترا لا يمكن جحده ) ( المغني - 10 / 106 ) 0
قال البغوي
وروي أن امرأة دخلت على عائشة ، فقالت : هل علي حرج أن أقيد جملي ؟ قالت : قيدي جملك ، قالت : فأحبس علي زوجي ؟ فقالت عائشة : أخرجوا عني الساحرة ، فأخرجوها 0 وروي أنها قالت لعائشة : أوخذ جملي ، ومعناه هذا ، يقال : أخذت المرأة زوجها تأخيذا ، إذا حبسته عن سائر النساء ) ( شرح السنة – 12 / 190 – وروي بصيغة التمريض أي التضعيف ) 0
5)- سحر قتل الشهوة الجنسية : ويؤدي هذا النوع إلى تعطيل مراكز الإثارة في الدماغ عند الرجل ، بحيث لا يشعر بأية استثارة أو رغبة في النساء أو العزوف عن الزوجة وكرهها أو التفكير في هذا الأمر ، وقد يحصل هذا الأمر كذلك قبل الزواج مما يؤدي إلى كره الحديث عن هذا الأمر أو سماعه من الآخرين 0
6)- الهوس الجنسي : ويؤدي هذا النوع لإثارة الرجل إلى أقصى درجة ممكنة بحيث يعمد السحر إلى استثارة مراكز الإثارة في الدماغ ، فيشتهي الرجل النساء في كل لحظة وكل ساعة ، ولكنه لا يستطيع جماع زوجته ، فينفر منها ولا يستطيع اقترابها ، وقد يؤدي مثل هذا النوع غالبا لمفاسد شرعية عظيمة ومنها كثرة استخدام العادة السرية 0
7)- سحر سرعة القذف : ويتم ذلك من خلال التحكم بالانقباضات العضلية والعصبية التي تؤدي في النهاية إلى دفع السائل المنوي خارج مجرى البول ، والغالب من الناحية الطبية أن الأسباب الرئيسة لحدوث ذلك هي أمراض العمود الفقري 0 ويؤدي هذا النوع من أنواع السحر لإيجاد سرعة قذف عند الرجل تحرمه وتحرم زوجه من هذه اللذة المشروعة ، وهذا يولد اضطرابات نفسية عند الزوج ، وبالتالي كره الزوجة والناس والمجتمع 0
- عدم القدرة على الإنزال : ويؤدي هذا النوع إلى عدم تمكين الرجل من تفريغ طاقته الجنسية وذلك بمنعه من القدرة على الإنزال ، ويعتبر هذا الأسلوب من أخطر الأساليب التي يتبعها السحرة والتي تؤثر على نفسية المريض فيكره الزوجة والجماع ويخاف منه 0
ج)- عقد الزوجة عن زوجها ( سحر ربط الزوجة ) : ويؤدي هذا النوع إلى سلب المرأة لذة الجماع ، بل قد يصل الأمر إلى عدم استطاعة الرجل جماع زوجته بسبب وجود عوائق تحول دون ذلك الأمر ، ويتبع الساحر طرقا شيطانية خبيثة في سبيل ذلك ، أذكر منها :
1)- ربط الكراهية : ويؤدي هذا النوع لعدم القدرة على الاجتماع مع الزوج في مكان واحد ، وكذلك الشعور بضيق شديد في الصدر ، مما يمنع القدرة على تمكين الزوج من نفسها ، وعند مفارقة الزوج لها تشعر له باشتياق وحب ، وهذا الأمر قد يؤدي لاضطرابات نفسية للزوجة نتيجة لذلك 0
2)- ربط الاشمئزاز والتقزز : ويؤدي هذا النوع لعدم القدرة على النظر في وجه الزوج والشعور بالاشمئزاز والتقزز منه ومن جلسته والحديث معه ، وكذلك الشعور بالغثيان عند مجالسته أو محادثته ، وهذا يمنعها من تمكينه من نفسها ، وحال مفارقته تشعر بالاشتياق والود كما بينت في النقطة الأولى 0
3)- ربط البرود الجنسي : ويؤدي هذا النوع لسلب المرأة لذة الجماع ، فلا تشعر بلذته مطلقا ، بل على العكس من ذلك تماما فقد تشعر بآلام وأوجاع تكره معها هذا الأمر ولا تكاد تطيقه أو تستسيغه 0
4)- ربط الشبق الجنسي : ويؤدي هذا النوع لإثارة المرأة إلى أقصى درجة ممكنة بحيث تشتهي الرجال في كل لحظة وكل ساعة ، مع عدم الرغبة والاشتياق إلى الزوج مطلقا ، بل النفور وعدم استطاعتها الاقتراب منه ، وقد يؤدي مثل هذا النوع غالبا لمفاسد شرعية عظيمة ومنها كثرة استخدام العادة السرية 0
5)- سحر سرعة الإنزال : ويؤدي هذا النوع لإيجاد سرعة إنزال لدى المرأة تحرمها وتحرم زوجها من هذه اللذة المشروعة ، وهذا يولد اضطرابات نفسية عند الزوجة ، فتكره الزوج والناس والمجتمع 0
6)- ربط القدرة على الإنزال : ويؤدي هذا النوع إلى عدم تمكين المرأة من بلوغ ذروتها الجنسية في علاقتها مع زوجها ، بحيث لا تستطيع تفريغ طاقتها الجنسية نتيجة لعدم قدرتها على الإنزال ، ويعتبر هذا الأسلوب من أخطر الأساليب التي يتبعها السحرة والتي تؤثر على نفسية المريضة فتكره الزوج والجماع وتخاف منه 0
7)- ربط الانسداد : ويؤدي هذا النوع إلى وجود حائل أو سد منيع يمنع الرجل عن إتيان أهله ولا يستطيع إلى ذلك سبيلا 0
- ربط النزيف : ويؤدي هذا النوع لإحداث نزيف عند المرأة وقت الجماع فقط ، وأما في سائر الأوقات الأخرى فلا يحصل مثل ذلك الأمر 0
9)- ربط المنع : ويؤدي هذا النوع لإحداث امتناع تام لدى الزوجة من تقبل الزوج أو تمكينه من نفسها بوسائل شتى ومن تلك الوسائل التصاق الفخذين أو الضرب والرفس والركل ، وكل ذلك يكون دون وعيها وخارجا عن إرادتها 0
د)- العقم وعدم الإنجاب : ويؤدي هذا النوع لإحداث عقم وعدم إنجاب لدى كل من الزوج والزوجة دون اتضاح أية أسباب طبية لمثل ذلك ، وقد ورد الدليل على هذا النوع من أنواع السحر في السنة المطهرة فقد روى أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أسماء : ( أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة 0 قالت : فخرجت ، وأنا متم - أي مقاربة للولادة - ، فأتيت المدينة ، فنزلت بقباء ، فولدته بقباء ، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضعه في حجره ، فدعا بتمرة ، فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : ثم حنكه بالتمرة ، ثم دعا له وبرك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام – للمهاجرين بالمدينة - ، قالت : ففرحوا به فرحا شديدا ، وذلك أنهم قيل لهم :إن اليهود قد سحرتكم ، فلا يولد لكم ) ( متفق عليه ) ، وهذا الحديث فيه دلالة واضحة على أن السحر قد يحدث تأثيرا لمنع الحمل بين الزوجين بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية أن يكون العقم لدى الرجل أو المرأة بسبب السحر ؟
فأجاب – حفظه الله - : ( الأصل أن العقم من تقدير الله تعالى وخلقه ، كما قال تعالى : ( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ) ( الشورى – 50 ) ، وقال عن زكريا : ( وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا ) ( مريم – الآية 5 ) ، فالله سبحانه قدر أن بعض خلقه لا يولد له ، سواء من الرجال أو من النساء ، وقد يوجد لشيء من ذلك علاج مؤثر بإذن الله تعالى ، فيزول العقم بواسطة بعض الأدوية والعقاقير ، وقد يكون خلقة أصلية لا تؤثر فيه العلاجات 0 وقد يكون العقم بسبب عمل شيطاني من بعض السحرة والحسدة ، فيعمل أحدهم للرجل أو المرأة عملاً يبطل به أسباب الإنجاب ، وذلك بحيل خفية تساعده عليها الشياطين ، أو أن نفس الشيطان الملابس له يعمل في إبطال تأثير الوطء في الحبل ، سواء من الرجل أو المرأة ، فالشياطين الملابسة للإنس لهم من التمكن في جسم الإنسان ما أقدرهم الله عليه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه ) فعلى هذا يعرف أنه عمل سحرة بتجربة الإنجاب في شخص آخر ، فإذا كان الرجل له أولاد من امرأة أخرى ، والمرأة لها أولاد من رجل آخر ، عرف أن توقف الولادة بسبب هذا العمل فيسعى في علاجه بالرقى والتعوذات والأدعية النافعة ، وكثرة ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ، والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة ، والتنزه عن المحرمات والمعاصي ، وتنزيه المنزل عن آلات اللهو والباطل ونحو ذلك مما تتسلط به الشياطين ، وتتمكن من التأثير في الإنسان ، ويسبب بعد الملائكة عن المنازل التي تظهر فيها المعاصي ، وبهذه الإرشادات يخف تأثير السحرة بإذن الله تعالى ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – 184 ، 186 ) 0
ويتبع الساحر طرق شيطانية خبيثة في سبيل ذلك ، أذكر منها :-
1)- التحكم في عدد الحيوانات المنوية : وهذا النوع يؤدي بالتأثير على المناطق المعنية بإنتاج الحيوانات المنوية بداية من الخصية فالبربخ فالحويصلات المنوية فالبروستاتا 0 وكذلك علاقة الغدة النخامية بسلامة إنتاج الخصية ، إضافة إلى الصورة الطبيعية للسائل المنوي القادر على إخصاب البويضة ، فيستطيع الساحر التحكم بوظائف كافة الأمور المذكورة آنفا والضغط عليها بحيث تؤدي إلى قلة إفراز للحيوانات المنوية عن معدلها الطبيعي بحيث تكون أقل من عشرين مليون حيوان في السنتيمتر ، ولا ينفذ تأثير ذلك إلا بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي 0
2)- قتل الحيوانات المنوية أو إضعافها : وهذا النوع يؤدي لمنع إفراز السائل اللعابي الذي تتغذى عليه الحيوانات المنوية داخل الحوصلة المنوية وبالتالي يؤدي لقتل تلك الحيوانات ، أو إضعافها بحيث لا تستطيع الوصول إلى البويضة لتلقيحها ، أو تصل ضعيفة لا تستطيع اختراق الغلاف المحيط بالبويضة 0
3)- قتل البويضة : وهذا النوع يؤدي لقتل البويضة عند المرأة وبالتالي لا تتم عملية التلقيح ، أو حصول أي حمل يذكر 0
4)- عدم قابلية تلقيح البويضة من قبل الحيوان المنوي : وهذا النوع يؤدي لمنع وصول الحيوان المنوي إلى البويضة لتلقيحها ، وفي بعض الأحيان قد تصل بعض الحيوانات المنوية ، ولكنها لا تستطيع اختراق الغلاف الخارجي الخاص بالبويضة مع قوتها ونشاطها 0
5)- قتل النطفة بعد عملية الإخصاب : وهذا النوع يؤدي لقتل النطفة بعد عملية الإخصاب مباشرة ، أو بعد أيام أو أسابيع ، مما يؤدي إلى الإسقاط المبكر لدى المرأة 0
6)- إجهاض الحامل بعد شهرها الثالث : وهذا النوع يؤدي لقتل الجنين بعد عدة شهور من تكونه بعد نفخ الروح فيه ، مما يتسبب في إجهاض المرأة ، ويتبع السحرة أساليب شيطانية خبيثة للوصول إلى هذا الهدف ومنها تسليط الشياطين على الحامل وضربها في نومها وإسقاط الحمل أو إرعابها ومن ثم إسقاط الحمل ونحو ذلك من طرق خبيثة ، وبطبيعة الحال فإن ذلك لا ينفذ تأثيره ووقعه إلا بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي 0 * الأعراض الخاصة بالحالة المرضية :-
1)- قد تظهر على المصاب بالسحر كافة الأعراض التي تم ذكرها سابقا في تحت عنوان ( الصرع ) ( أعراض الصرع ) ، خاصة إذا كان تأثير السحر بسبب تسلط الأرواح الخبيثة على الحالة المرضية وملازمتها واقترانها بها 0
2)- الأعراض المضادة للواقع ، ومثال ذلك كره الزوج لزوجه أو العكس من ذلك بعد الشعور بالألفة والمحبة والمودة ، أو كره العمل بعد النشاط والاجتهاد ، أو كره الأقارب بعد الود والصفاء ونحو ذلك من مظاهر أخرى ، ولا بد قبل ذلك التأكد من كافة الجوانب الأخرى المتعلقة بالحالة المرضية كالنواحي الاجتماعية والأسرية والاقتصادية ونحوه ، لأن الأسباب قد تتعدد ، وقد يكون الأمر ناتجا عن الظروف والأسباب المذكورة آنفا ، أو أن يعزى الأمر للحسد والعين ونحوه 0
3)- التأثر الشديد والانفعال والاضطراب ، خاصة عند قراءة الآيات المتعلقة بالسحر 0
4)- البكاء والصراخ الشديدين 0
5)- الاستفراغ أثناء الرقية الشرعية أو بعد استخدام العلاج اللازم ، ويلاحظ ذلك الأمر مع بعض الحالات المرضية التي أعطيت مادة السحر عن طريق الفم ، وقد تكون المواد المستفرغة غريبة اللون والشكل ، وقد يحصل مع الاستفراغ خروج قطع من الدم القاني أو شعر أو خيوط معقدة ونحو ذلك من أشياء غريبة 0
6)- يلاحظ غالبا أن إيذاء الصرع والاقتران المصاحب لحالات السحر يكون أشد بكثير منه في الحالات المرضية الأخرى التي تعاني من صرع الأرواح الخبيثة ، كالحسد والعشق ونحوه 0
* الأعراض الخاصة بطبيعة السحر ومكانه :
1)- يلاحظ في بعض الأعمال السحرية حال الكشف عنها ووضعها باليد والقراءة عليها سواء كان ذلك من قبل المعالِج أو المعالَج شعور بحرارة تنطلق منها ، وتتفاوت درجة الحرارة بحسب قوة السحر وتأثيره ، وعادة ما ينطبق هذا الوصف على الخواتم أو الحديد أو الرصاص أو بعض التمائم ونحوه 0
2)- الأماكن التي يوضع فيها السحر خاصة التربة ، غالبا ما يؤدي ذلك لفسادها ، بمعنى عدم صلاحيتها للزراعة والاستصلاح ونحوه 0
وهذا الكلام لا يؤخذ على إطلاقه ويعتمد أساسا على قوة الساحر والسحر فبعض الأسحار قد تؤثر بتلك التأثيرات نتيجة لقوة السحر وشدته والبعض الآخر لا ينطبق عليها الوصف السابق ، فلا تلاحظ مثل تلك الأعراض السابقة ، والله تعالى أعلم 0
وفيما يلي أستعرض الطرق الشرعية لإبطال السحر بإذن الله تعالى وهي على النحو التالي :-
1- الرقى والتعاويذ : إن الرقى والتعاويذ من أعظم ما يزيل السحر بعد وقوعه بإذن الله تعالى ، وهناك بعض الآيات أو السور التي ثبت نفعها في الرقية بشكل عام ، وكذلك ثبت وقعها وتأثيرها في طرد الأرواح الخبيثة وإيذائها بإذن الله تعالى ، وقد تم ذكر ذلك مفصلاً في الصفحة الرئيسية للموقع ، تحت عنوان ( كيف تقي وتعالج نفسك بالرقية الشرعية ؟؟؟ ) 0
2 – قيام الليل : ومن أنفع وأنجع الوسائل لإزالة السحر هو قيام الليل واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالتضرع والإنابة لرفع المعاناة والألم ، خاصة في الثلث الأخير من الليل ، كما ثبت من أحاديث النزول الصحيحة التي تؤكد ذلك 0
وينصح المرضى بقيام الليل وقراءة سورة البقرة بركعتين أو أكثر ، لما ثبت لهذه السورة من أثر عظيم ونفع جليل في علاج السحر وإبطاله ، فقد ثبت من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله e يقول : " 00000 اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة – أي اسحرة - " ) ( صحيح الجامع 1165 ) 0
قصة واقعية : ذكر لي أحد الإخوة الأفاضل أثناء إعدادي لهذا البحث بأن زوجته كانت تعاني من أعراض وآلام منذ فترة من الزمن ، وقد راجعت أكثر من معالج بالرقية الشرعية حيث بينوا أنها تعاني من السحر بناء على اعتقاد ظني ، واستمرت الأخت الفاضلة بالرقية الشرعية بعد أن وكلت أمرها إلى الله سبحانه وتعالى ، وذات يوم قرأت في جريدة المسلمون عن امرأة كانت تعاني من هذا الداء الخطير – السحر – وبناء على توصية من أحد المعالِجين قامت في الثلث الأخير من الليل بركعتين قرأت فيهما سورة البقرة كاملة ، وبعد أن انتهت من ذلك ، استفرغت مادة غريبة ، وقد شفيت بإذن الله تعالى ، يقول الأخ : فما كان من زوجتي إلا أن فعلت مثلما فعلت تلك المرأة ، وبفضل الله سبحانه وتعالى استفرغت مادة خضراء غريبة وشفيت بإذنه تعالى ، والله تعالى أعلم .
قلت : إن هذا الفعل لا يتعارض مع القواعد والأسس الرئيسة للرقية الشرعية وذلك للأسباب التالية :-
1)- إن قيام الليل من النوافل التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى خاصة أن الحق جل وعلا يتنزل في الثلث الأخير من الليل تنزلا يليق بعظمته وجلاله سبحانه وتعالى مع إدراك وفهم هذا النزول بالكيفية التي فهمها السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين 0
2)- إن اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى من المبتلى بالأمراض والأسقام خاصة تلك التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد وما لها من تأثيرات خطيرة ، هو لجوء عبد مضطر إلى رحمة خالقه سبحانه وتعالى ، وهو عز وجل قريب من عبده يسمع مناجاته وتضرعه 0
3)- إن قراءة سورة البقرة في قيام الليل له نفع وتأثير في علاج الأمراض الروحية خاصة السحر لما ثبت من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – آنف الذكر 0
4)- ولا يعني الكلام آنف الذكر إلزام الحالة المرضية المصابة بالسحر بالكيفية المشار إليها ، إنما اختيار هذا الوقت لثبوته في أحاديث النزول ، وكذلك اختيار هذه السورة العظيمة ( البقرة ) لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قام بها ، ولما لها من فضل في إبطال السحر كما ثبت في الحديث آنف الذكر 0
قال النووي – رحمه الله – معقبا على حديث ابن عمر – رضي الله عنه – عن رسول الله e قال : " اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً " ( متفق عليه ) 0
( حث على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد من الرياء وأصون من المحبطات وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة والملائكة وينفر منه الشيطان ) ( صحيح مسلم بشرح النووي ) 0
قال الشبلي
الوضوء والصلاة وهما من أعظم ما يتحرز به من الجن ويستدفع شرهم ) ( أحكام الجان - ص 131 ) 0
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله -
لا بأس بالصلاة عند النوم لدخولها في أدلة قيام الليل ولأن جنس الصلاة مما يعالج بها لقوله تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ 000 ) ( البقرة – 45 ) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة رواه أحمد وغيره 0 قال ابن القيم – رحمه الله - في زاد المعاد : والصلاة مجلبة للرزق حافظة للصحة دافعة للأذى مطردة للأدواء مقوية للقلب مبيضة للوجه مفرحة للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممدة للقوى شارحة للصدر مغذية للروح منورة للقلب حافظة للنعمة دافعة للنقمة جالبة للبركة مبعدة من الشيطان مقربة من الرحمن الخ 000 ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – 573 ، 574 ) 0
3- معرفة مكان السحر واستخراجه : وهذه أفضل وأنجع وأسرع وسيلة لفك السحر ، كما ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة ! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف قال طلعتي ذكر ، قال : فأين هو ؟ قال في بئر ذروان ، يا عائشة ! والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين ) ( متفق عليه ) ، وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين -رضي الله عنها- بأسانيد مختلفة 0
قال ابن القيم – رحمه الله - : ( استخراج السحر وتبطيله هو أبلغ علاج كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه سبحانه وتعالى في ذلك فدله عليه فاستخرجه من بئر فكان في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر ، فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال 00
فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب " المسحور " وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة من الجسد ) ( زاد المعاد – 3 / 104 ) 0
يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - : ( ومن علاج السحر أيضا - وهو من أنفع علاجه - بذل الجهد في معرفة موضع السحر من أرض أو جبل أو غير ذلك فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر ) ( فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – برقم ( 8016 ) – الصادرة بتاريخ 22 / 1 / 1405 هـ ) 0
* الوسائل المشروعة لاستخراج السحر وإبطاله :-
1)- التوجه الخالص لله سبحانه وتعالى ودعائه لتفريج الكربة وإزالة الغمة : إن من أنجع وأنفع الوسائل التي قد يسلكها المريض بالسحر هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه والتضرع إليه ، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت : ( فدعا 000 ثم دعا 000 ثم دعا ) ويقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ 000 ) ( النمل – الآية 62 ) 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح
000 بحيث أنه توجه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح والقانون المستقيم 0 ووقع في رواية ابن نمير عند مسلم ( فدعا ، ثم دعا ، ثم دعا ) وهذا هو المعهود منه أنه كان يكرر الدعاء ثلاثا 0 وفي رواية وهيب عند أحمد وابن سعد ( فرأيته يدعو ) 0 قال النووي : فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره والالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك 0
وقال - رحمه الله -
سلك النبي e في هذه القصة - يعني قصة السحر - مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ، ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه ، ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم إلى الدعاء ، وكل من المقامين غاية في الكمال ) ( فتح الباري – 10 / 228 ) 0
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوحي السماء عن ذلك الأمر ، فعلم بالساحر ومكان السحر المعقود كما ثبت في الصحيح ، أما بالنسبة لنا فقد يحصل ذلك الأمر بإحدى طريقين :
* الأول : الدعاء : أن يدعو المصاب ربه ويجتهد قدر طاقته في البحث والتحري عن مكان السحر حتى يوفق لرؤيته والعثور عليه ومن ثم إبطاله ، هذا وسوف يعرج على هذا الموضوع بالتفصيل لاحقا 0
* الثاني : الرؤى والمنامات : كثيرا ما توجه بعض المرضى بالدعاء والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، وفرج الله كربتهم عن طريق رؤى رأوها في منامهم تبين لهم من خلالها مكان السحر ، ويتطابق ذلك مع الواقع في بعض الأحيان فيزيلون مادة السحر ويتلفونها ويحمدون الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به عليهم من نعمه التي لا تعد ولا تحصى 0
قصة واقعية : أذكر قصة واقعية حدثني بها أخي الفاضل الشيخ ( صالح بن حمود التويجري ) نقلا عن والده العلامة ( حمود بن عبدالله التويجري ) عن امرأة كانت بارة بجدها ، وكتب الله سبحانه وتعالى لها أن تزوجت بأحد علماء القصيم ، وبعد الزواج شعرت هذه المرأة الصالحة بكراهية شديدة للزوج ، ولكنها لم تفاتحه بالأمر ، وما توانت ولو للحظة واحدة عن أداء حقوقها الزوجية ، وصبرت وتحملت إلى أن ضاق بها الأمر وأخبرت الزوج عن حالها فذكرها بالله وبالصبر والاحتساب ، وذات يوم رأت في نومها جدها وهو يبين لها الداء الذي تعاني منه ، حيث أخبرها بأنها تعرضت لسحر ، وأنه معقود لها وموجود في مكان معين ، وفي الصباح لم تعر تلك الرؤيا أي اهتمام ، حتى جاء اليوم الثاني ، فرأت ما رأته في اليوم الأول ، ونامت وفي اليوم الثالث رأت مثل سابقيه ، عند ذلك أخبرت الزوج بالأمر ، فما كان من الزوج إلا أن ذهب إلى حيث أشارت الرؤيا ، وفعلا وجد السحر في ذلك المكان فقرأ عليه وأحرقه ، وعادت الألفة والمحبة بين الزوج وزوجه ، ولله الحمد والمنة والفضل والله تعالى أعلم 0
2)- معرفة مكان السحر عن طريق الجن والشياطين : وهنا لا بد من الإشارة لنقطة هامة جدا وهي أن يكون المعالِج على قدر كافي من العلم الشرعي والخبرة والتجربة والفراسة التي تؤهله لمعرفة صدق أو كذب الجني الصارع ، وأن يكون السؤال بقصد الاختبار والامتحان لا أن يكون بقصد التصديق والإقرار دون الدخول في أية مناقشات لا فائدة منها البتة ولا يتحقق من ورائها أي مصلحة شرعية 0
3 - الاستخدامات المباحة :
أ )- الاستحمام بالماء : ومما جاء في علاج السحر ما ذكره ابن كثير في تفسيره حيث قال : ( أخبرنا أبو جعفر الرازي عن ليث وهو ابن أبي سليم قال : بلغني أن هذه الآيات شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور 0
والآيات هي : ( فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) ( يونس – الآية 79 ، 82 ) 0
( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا ءامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) ( الأعراف – الآية 118 ، 122 ) 0
( وَأَلْقِ مَـا فِى يَمِينِـكَ تَلْقـَفْ مَـا صَنَعُــوا إِنَّمَــا صَنَعُــوا كَيْــدُ سَاحِــرٍ وَلا يُفْلِــحُ السَّاحِـرُ حَيْثُ أَتَى ) ( طه – الآية 65 ، 69 ) ( تفسير القرآن العظيم – 2 / 428 ) 0
قلت : ولا بأس بعد قراءة ما ذكر في الماء أن يشرب منه بعض الشيء ويغتسل بالباقي ، وبذلك يزول الداء بإذن الله تعالى 0
ب )- تمر عجوة المدينة : للوقاية من السحر يستخدم سبع عجوات أو تمرات من تمر المدينة ، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة ، فقد ثبت من حديث عامر بن سعد عن أبيه – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ) وقال غيره " سبع تمرات " ) ( متفق عليه ) 0
قال الخطابي
كون العجوة تنفع من السم والسحر ، إنما هو ببركة دعوة النبي e لتمر المدينة ، لا لخاصية في التمر ) ( فتح الباري – 10 / 239 ) 0
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - : ( الصواب أنه علاج مستمر إلى يوم القيامة لإطلاق الحديث الشريف حديث سعد المذكور ، والصواب أيضا أن ذلك ليس خاصا بالعجوة بل يعم جميع تمر المدينة لقوله صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم : " مما بين لابتيها " والله ولي التوفيق ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 173 ) 0
قال فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان – حفظه الله - : ( وإن تيسر التصبّح بسبع تمرات من تمر العجوة فهذا سبب شرعي وحصن حصين من كل ساحر مريد ، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عامر بن سعد عن سعد – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من تصبح بسبع تمرات من تمر العجوة لم يصبه سم ولا سحر " ( متفق عليه ) 0 وقد اشترط كثير من أهل العلم في التمر أن يكون من العجوة على ما جاء في الخبر ، ولكن ذهب آخرون من أهل العلم إلى أن لفظ العجوة خرج مخرج الغالب فلو تصبّح بغير تمر العجوة نفع ، وهذا قول قوي وإن كنت أقول إن تمر العجوة أكثر نفعاً وتأثيراً إلاّ أن هذا لا يمنع التأثير في غيره ) ( نشرة لفضيلة الشيخ بتاريخ 21 / 1 / 1417 هـ – ص 3 ) 0
قلت : والذي أراه في هذه المسألة أن المنفعة والفائدة باقية في تمر العجوة خاصة وتمر المدينة عامة إلى قيام الساعة ، وأن ذلك ليس مخصوصا بزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بتمر العجوة عما سواه ، مع أن الخبرة والتجربة العملية في هذا الميدان أكدت بما لا يدع مجالا للشك تأثير تمر العجوة على السحر خاصة والمنفعة العظيمة له قبل أو بعد وقوعه ، وهذا ما ذهب إليه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – والله تعالى أعلم 0
ج )- استخدام السدر : ذكر ثلة من أهل العلم منفعة استخدام السدر كعلاج فعال للسحر بإذن الله سبحانه وتعالى 0
* قال الحافظ بن حجر في الفتح
وذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ آية الكرسي والقواقل ، ثم يحسو منه ثلاث حسيات ، ثم يغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به ، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله ) ( فتح الباري - 10 / 233 ) 0
القواقل : ( السور التي تبدأ بـ ( قل ) وهي : الجن ، الكافرون ، والإخلاص ، الفلق ، والناس ) 0
* قال اللالكائي : ( حدثنا محمد بن عثمان قال : حدثنا سعيد بن محمد الحناط قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال : سمعت سفيان يذكر عن سليمان بن أمية - شيخ من ثقيف من ولد عروة بن مسعود - دخل على عائشة سمع أمه وجدته :سمع امرأة تسأل عائشة هل علي جناح أن أزم جملي ؟ قالت : لا 0 قالت : يا أم المؤمنين إنها تعني زوجها قالت : ردوها علي فقالت : ملحة ملحة في النار اغسلوا على أثرها بالماء والسدر ) ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة – 7 / 1288 ) 0
* ذكر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله تعالى - أن علاج السحر بعد وقوعه وهو علاج نافع - بإذن الله - للرجل إذا حبس عن جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي و( قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ )و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) وآيات السحر في سورة الأعراف وهي قوله تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ ) ( 117 ، 119 ) والآيات في سورة يونس وهي قوله سبحانه : } وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِى بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) ( 79 ، 82 ) ، والآيات في سورة طه : } قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِىَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِى نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى*وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) ( 65 ، 69 ) وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء ) ( مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - 3 / 279 - 280 ) 0
يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين –حفظه الله-
وكذا رقيت على بعض الأقارب أو الأحباب الذين حبسوا عن نسائهم ، بما ذكره ابن كثير من ورقات السدر ، وقراءة الآيات التي ذكرها ، فوقع الشفاء بإذن الله ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 606 ) 0
علما بأن استخدام ماء السدر بالكيفية المشار إليها خاصة في علاج المربوط عن أهله قد أفاد فائدة عظيمة بفضل الله عز وجل ، وكثير من المعالجين يعلم هذه الحقيقة ، وهذا لا يعني اقتصار الفائدة المرجوة على هذا الجانب فحسب فيمكن أن يستخدم للمصروع والمعيون والمسحور بشكل عام 0
د ) - الحجامة : كما ذكر أهل العلم أن الحجامة من الطرق الفعالة والناجحةلعلاج السحر باستفراغ المادة من المكان الذي استقرت فيه 0
قال ابن القيم : ( وقد ذكر أبو عبيد في كتاب ( غريب الحديث ) له بإسناده ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على رأسه بقرن حين طب 0 قال أبو عبيد : معنى طب أي سحر ، وقد أشكل هذا على من قل علمه ، وقال : ما للحجامة والسحر ، وما الرابطة بين هذا الداء وهذا الدواء ، ولو وجد هذا القائل أبقراط ، أو ابن سينا ، أو غيرهما نص على هذا العلاج لتلقاه بالقبول والتسليم ، وقال : قد نص عليه من لا يشك في معرفته وفضله 0 فعلم أن مادة السحر الذي أصيب به صلى الله عليه وسلم انتهت إلى رأسه إلى إحدى قواه التي فيه بحيث كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله ، وهذا تصرف من الساحر في الطبيعة والمادة الدموية بحيث غلبت تلك المادة على البطن المقدم منه ، فغيرت مزاجه عن طبيعته الأصلية ) ( الطب النبوي – 125 ) 0
وقال – رحمه الله - في سياق ذكر طرق علاج السحر : ( واستعمال الحجامة في ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر من أنفع المعالجة إذا استعملت على القانون الذي ينبغي ) ( زاد المعاد – 4 / 125 ، 126 ) 0
وقال أيضا
وكان استعمال الحجامة إذ ذاك من أبلغ الأدوية وأنفع المعالجة فاحتجم 0 وكان ذلك قبل أن يوحى إليه أن ذلك من السحر ) ( الطب النبوي – ص 118 ) 0
هـ )- الاستفراغ : كذلك من الأساليب النافعة والفعالة في علاج السحر ما ذكره أهل العلم من استفراغ مادة السحر وبخاصة إذا استقرت في المعدة 0
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر ، فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة ، وهيجان أخلاطها ، وتشويش مزاجها ، فإذا ظهر أثره في عضو ، وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو ، نفع جدا 0 انتهى ) ( الطب النبوي – ص 125 ) 0
ولذلك تستخدم الحجامة لاستئصال مادة السحر إن توصلت للرأس بواسطة الطرد ، وأما إن استقرت المادة في المعدة وهذا غالبا ما قد يحصل ، فيكون بالاستفراغ إما عن طريق الفم أو الشرج ، وهناك بعض الملينات التي يمكن استخدامها كمسهل للأمعاء ، ومن هذه المسهلات :-
1- زيت الخروع ( CASTOR OIL ) : زيت الخروع مسهل قوي يؤثر على الأمعاء الدقيقة للإنسان 0 وتقوم أنزيمات البنكرياس ( الليباز ) بتحليل الزيت إلى العنصر الفعال ( حمض ريسينوليك ) الذي يقوم بتنبيه الأمعاء وتسهيل حركتها لحدوث التأثير المطلوب 0
2- أقراص ملينة